m
icon
icon
سبتمبر 22, 2022

ملتقى الشارقة الدولي للراوي يهدي القارئ العربي والعالمي إصدارات تراثية بحرية مهمة

يستقبلك ركن (المكتبة) بملتقى الشارقة الدولي للراوي وهو يتجمل بزينة نموذجية تعكس شعار الملتقى لهذا العام وهو "حكايات البحر"، فرفوف الكتب التي تحمل الإصدارات مكونة على شكل قوارب صيد، ومحيط المكتبة على شكل شبكة الصيادين، لتكتشف بعد جولة قصيرة في المكتبة أن الأسماك الثمينة هي تلك الإصدارات المهمة التي قدمها معهد الشارقة للتراث في دورة الراوي لهذا العام.
حدثنا الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث عن المميز في تلك الإصدارات - من غير أنها سلطت الضوء على علاقة الإماراتيين والخليجيين العميقة مع البحر- أنها تناولت كل المجالات التي ارتبطوا بها معه، فمن الإصدارات ما تحدث عن أهازيج وأناشيد النوخذة (نهمة الخليج) ومنها ما تحدث عن (البحر في لهجة أهل الإمارات)، ومنها ما سلط الضوء على (التراث البحري في الإمارات)، ومنا ما حاكى (صدى أمواج البحر)، ومنها ما جال في (الألفاظ البحرية في الشعر النبطي).
وأكمل أن طقوس البحر وأساطيره كان لها بلا شك نصيب من الإصدارات الجديدة التي واكبت شعار الراوي "حكايات البحر"، فكان هناك (ميثولوجيا البحر وطقوسه في الخليج العربي وبحر العرب)، و(أساطير البحر في عدن)، ومن الأساطير إلى الأدب، حيث ناقش أحد المطبوعات الجديدة (البحر في الأدب الخليجي)، وانتقلت بنا مطبوعات أخرى مثيرة للتوغل في التراث العربي عن البحر فكان هناك (سرديات البحر في التراث العربي).
غير أن الأبرز في مطبوعات التراث البحري هو (سلسلة عيون الأثر في تراث البحر) أو هي سلسلة استعرضت مآثر البحر في التراث العربي من خلال خمسة مصادر أصيلة هي كل من: مروج الذهب للمسعودي، ونخبة الدهر في عجائب البر والبحر للأنصاري الصوفي الدمشقي، وقلادة النحر في غرائب البر والبحر لسليم كساب، وعجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني، وزينة النحر بعلوم البحر للرباطي.
ولم ينس الراوي هذا العام الإصدارات المتعلقة بالطفل فيما لها علاقة بالبحر، فكان هناك (الوراي) الذي قص 12 حكاية عن كائنات بحرية خرافية بشكل عذب ومؤثر، كما كان هناك (خريرفية مجيريفة)، و(أسعد هامور في العالم)، وقد اختير للجميع تصاميم بارزة، وألوان محببة تزيد تعلق الطفل بهذه القصص.
دورة الراوي للعام الحالي، سلطت الضوء بمجموعها على علاقة الإنسان الإماراتي بالبحر، فناً وذوقاً وحكاية وأدباً واسطورة وشغفاً وتراثاً وحضارة، فهل يستغرب أحد بعد ذلك إن كان للبحر كل هذا الحب، ولمكانته في النفوس والقلوب كل هذا الاهتمام؟، ولدوره في حياة الإنسان الإماراتي خاصة والخليجي عامة كل هذا الأثر؟ أسئلة بإجابات معروفة تتجدد سنوياً، ويتجدد معها حب البحر وأهميته في الحياة الشعبية.