m
icon
icon
سبتمبر 7, 2022

خراريف وحوريات ومغامرات تثري ثقافة الأطفال الشعبية البحرية

للبحر العديد من العوالم، فهناك العالم المنظور التي تراه، فيأخذك جمال منظره، وأصوات أمواجه، وحركة طيوره وهي ترفرف بأجنحها بالقرب منك، وهناك عالم غير منظور، عالم مخلوقاته، وأعماقه، واسراره، وعالم ثالث هو عالم حكاياته وأساطيره ومغامراته.
في ركن (جزيرة الدانات)، على ملتقى الشارقة الدولي للراوي الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، تجتمع هذه العوالم الثلاثة جميعاً، بالفن، والحكاية، واللون، والصورة، والإيقاع التمثيلي المؤثر، لتعطي للأطفال صورة وافية عن البحر الذي اتخذه الملتقى شعاراً لدورته الحالية "حكايات البحر"، وأسهم في تنفيذه حكواتيون مصريون وتونسيون وبحرينيون وإيطاليون، وفنانون منفذون من مختلف دول العالم.
الورشة الأولى كانت من نصيب حورية البحر، حيث تابع مجموعات من الأطفال وذووهم كيفية صناعة حورية البحر من مجموعة أدوات كالقطن، والأسلاك الملونة، والأقمشة، والورق المقوى، وكان الحكواتي يرافق عملية التشكيل للأطفال بإثراء خيالهم عن الحوريات، بالحكايات، والسؤال والجواب، وما يحب الأطفال أن يقصوه حول الحوريات، ثم يقوم كل طفل بتلوين الحورية حسب رؤيته، وهو ما أظهر براعات كبيرة، وقابليات فنية تبشر بالنمو والتميز في المستقبل.
ومن الحوريات إلى قاع البحر، ذلك المكان المليء بالأسرار، من حيث المخلوقات، والأصداف، والكنوز البحرية، ومنها يرسم الأطفال ما يدور في خيالهم عن هذا المكان، وما تعلموه في دراستهم، أو سمعوه من الجدات والآباء، او حتى ما شاهدوه على برامج التلفاز من برامج وأفلام صور متحركة، فكانت الورشة بمثابة تبادل لخبرات الأطفال فيما بينهم حول عمق البحر الجميل.
أكثر ما أثار الأطفال في (جزيرة الدانات) وهم الفئة الأكثر ولعاً بالحكايات واللعب كان حول خراريف البحر ومغامراته، وكان أشهر الشخصيات الخرافية البحرية التي تعرفوا إليها هي جني البحر (بو دريا)، والكثير من أسرار البحر، كما تعرفوا إلى مغامرات سندباد السبعة، لتشكل هذه الورش بمجموعها إضافات في القيم والأهداف والمعارف لفئاتهم العمرية المهمة بين (6-15) سنة، وباللغتين العربية والإنجليزية.