m
icon
icon
مارس 22, 2022

“الشارقة للتراث” يُطلق الورشة الأولى لبناء القدرات في مجال التراث الثقافي غير المادي

بدأت صباح اليوم الأحد في معهد الشارقة للتراث أعمال الورشة الأولى لبناء قدرات نقاط الاتصال القطرية بخصوص تقديم التقارير الدورية بموجب اتفاقية ٢٠٠٣ لصون التراث الثقافي غير المادي في منطقة الدول العربية، بحضور سعادة الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والسيدة سوزان شنوتجن، رئيسة وحدة بناء القدرات وسياسة التراث، هيئة التراث الحي في اليونسكو، وعائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي، حيث يُشارك في الورشة أكثر من ١٨ دولة، بالإضافة إلى مشاركات عبر الإنترنت والفضاء الإلكتروني، وتستمر خمسة أيام حتى الخميس المقبل.

أعمال ومشاريع وتجارب مميزة
تضمنت الورشة في يومها الأول مقدمة عن التدريب، حيث تم تقديم المشاركين والميسرين (في القاعة وعبر الإنترنت)، والتطرق إلى أهداف الورشة التدريبية، وهيكلية التدريب وآلية وطرق العمل اتفاقية عام 2003، وآلية إعداد التقارير الدورية الخاصة بها، بالإضافة إلى عرض أول إفادة من المشاركين حول تجربتهم الأولية في تعبئة الاستمارة الإلكترونية لإعداد التقارير الدورية.

كما تناولت الورشة المفاهيم الأساسية لاتفاقية عام ٢٠٠٣، ودور الفاعلين المشاركين في تنفيذ الاتفاقية، ودورهم في عملية إعداد وتقديم التقارير الدورية، ودور نقاط الاتصال القُطْرية، بالإضافة إلى إعداد التقارير الدورية بموجب الاتفاقية، وأهميتها وآلية عملها.

تتويجاً لاعتماد معهد الشارقة للتراث كمركز من الفئة الثانية لبناء القدرات تحت رعاية اليونسكو
وقال سعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث:" تأتي هذه الورشة تتويجاً لاعتماد معهد الشارقة للتراث كمركز من الفئة الثانية لبناء القدرات تحت رعاية اليونسكو، وهذه الورشة هي الاولى لبناء القدرات في مجال تسجيل الملفات في المنطقة العربية برعاية اليونسكو حسب الاتفاقية التي تم توقيعها لجعل المعهد مركز لبناء القدرات، حيث تم تخصيصه للوطن العربي كافة، ويشارك اليوم في الورشة أكثر من ١٨ دولة، حيث سيغطي المركز أعمالاً كثيرة ومساحات كبيرة وفق تقديرات اليونسكو، كما أنه يركز على أهمية بناء القدرات في التراث الثقافي غير المادي، بالإضافة إلى دوره في تخريج خبراء جدد ومختصين".

ولفت سعادته إلى أن المعهد بكافة فرقه وإداراته وأقسامه في أتم الجهوزية من أجل تنفيذ برنامج حيوي كبير بهذا الشأن في ظل دعم متواصل وبلا حدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، راعي الثقافة والتراث الذي حقق للشارقة ومشروعها الكبير مكانة عالمية مميزة.

التراث الحي والممارسات الثقافية
من جانبها، قالت سوزان شنوتجن:" نحن سعداء في أن نكون هنا في الشارقة، مع معهد الشارقة للتراث، الذي أصبح مركزاً معتمداً لبناء القدرات، وها نحن نعقد هذه الورشة الأولى حول إعداد التقارير الدورية بخصوص اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، حيث أن هذه الاتفاقية تأتي لتُلامس حول ما هو مهم للناس وما يمنحهم إحساسًا بالانتماء، وحول التراث الحي، والممارسات الثقافية، وأنظمة المعرفة، والطقوس والتقاليد التي تريد المجتمعات نقلها إلى الجيل الجديد".

وأضافت:" وتناقش الورشة حزمة من القضايا التي تحتاج إلى التفكير فيما يتعلق بكيفية حماية التراث الثقافي غير المادي وآلياته، وكذلك معرفة ما فعلته البلدان حتى الآن على مدى السنوات القليلة الماضية في تنفيذ هذه الأداة الدولية الهامة لحماية التراث الثقافي غير المادي". مشيرةً إلى أن التراث الثقافي غير المادي يقدم مساهمة كبيرة في التنمية المستدامة والتفاهم المتبادل.

تشجيع الحوار بين الثقافات وتعزيز الاحترام المتبادل بين جميع مكونات النسيج المجتمعي في البلدان العربية
من جهة أخرى، قالت عائشة الحصان الشامسي:" إن اعتماد معهد الشارقة للتراث يمثل إضافة نوعية مهمة وحيوية وجميلة تعم العالم العربي، وها قد بدأنا مع هذه الورشة تنفيذ خطتنا المتعلقة بكون المعهد أصبح مركزاً معتمداً لبناء القدرات، وقريباً سنبدأ نحصد ما يليق بمكانة وسمعة المعهد وما يستحقه منا جميعاً التراث العربي، حيث أن بناء قدرات الكوادر العربية العاملة في مجال التراث الثقافي غير المادي يسهم في تشجيع الحوار بين الثقافات وتعزيز الاحترام المتبادل بين جميع مكونات النسيج المجتمعي في البلدان العربية من خلال حماية الهويات والتنوع الثقافي للسكان عبر صون وحماية كافة عناصر هذا التراث بدءاً من العادات والتقاليد والطقوس والممارسات وصولاً إلى المهارات والحِرف والفنون على اختلافها".

مشاركة الخبرات في إعداد التقارير الدورية من مناطق أخرى حول العالم
وفي اليوم الثاني للورشة سيتم التطرق إلى كيفية عمل الرصد والمراقبة القائمة على النتائج في سياق التقارير الدورية، وكيفية تأويل الأسئلة الواردة في النموذج والإجابة عليها، وكيف يعمل الرصد والمراقبة القائمة على النتائج، وفي جلسات اليوم الثالث سيكون هناك تركيز على ملء استمارة التقارير الدورية، وما هي فوائد وتحديات إعداد التقارير الدورية، بالإضافة إلى مشاركة الخبرات في إعداد التقارير الدورية من مناطق أخرى حول العالم (منطقة إقليم أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي).

أما اليوم الرابع فيركز على المنهجيات التشاركية لإعداد التقارير الدورية، من حيث أهميتها وكيفية تنفيذها، وغيرها من المحاور، ويتضمن اليوم الخامس والأخير الخلاصة مركزاً على التقييم والنظرة المستقبلية.

بناء القدرات للمحافظة على التراث الثقافي غير المادي
جديرٌ بالذكر أن المركز يختص في بناء القدرات للمحافظة على التراث الثقافي غير المادي وذلك بهدف تعزيز اتفاقية عام 2003 لحماية التراث الثقافي غير المادي والمساهمة في تنفيذها بالدول العربية وتعزيز القدرات المؤسسية لحماية التراث الثقافي غير المادي في الدول العربية مع تعزيز مقاصد وأهداف اتفاقية عام 2003 في المنطقة ورفع مستوى مشاركة المجتمعات والمجموعات والأفراد في حماية التراث الثقافي غير المادي إضافة إلى رفع مستوى الوعي بالتراث الثقافي غير المادي وضمان احترامه في الدول العربية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لحماية التراث الثقافي غير المادي.

وسيعمل المركز تحت رعاية من منظمة "اليونسكو" على تنفيذ برامج وأنشطة قصيرة وطويلة الأجل لبناء القدرات في مجال حماية التراث الثقافي غير المادي تستند إلى البرنامج الذي وضعته منظمة "اليونسكو" للتنفيذ الفعال لاتفاقية عام 2003 وتكييف مواد وبيانات بناء القدرات التي طورتها منظمة "اليونسكو" لتتلاءم مع السياق الإقليمي وضمان ترجمتها إلى اللغة العربية.